الحلقة الثانية عشـر
إستأذن الفتاتين سارة أن يحدثوها جانبا
كانت الفتاتين إسمهم إيمان وعبير
وتبدأ إيمان بالحديث
إيمان : السلام عليكم يا أبلة سارة
سارة : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
إزيك يا إيمان إنتي وعبير
ترد الفتاتين : الحمد لله بخير يا أبلة سارة
تتحدث إيمان : هو حضرتك مخطوبة ؟
تتعجب سارة : لأ مش مخطوبة !!
ليه في حاجة يا إيمان ؟!
إيمان : بصراحة يا أبلة سارة أخويا صهيب بيجي يجبنا المدرسة هنا وشاف
حضرتك وأعجب بيكِ وإحنا بصراحة شكرناله فيكِ خالص فكان عايز يتقدم
لحضرتك
سارة : أحرجت
ربنا يبارك فيكِ يا إيمان بس الكلام مش معايا يا حبيبتي
انا ممكن أديلك رقم محمد أخويا وانتوا تكلموه
_كانت سارة تعلم أن الفتاتين محترمين وتثق فيهم لذلك أعطتهم هاتف أخوها _
إيمان : خلاص ماشي يا أبلة سارة
وأخذت إيمان رقم محمد أخو سارة
وكلم صهيب محمد واتفقا علي أن يأتي لوحده في أول مرة وبعد ذلك يأتي هو
وأهله
وفعلا أتي صهيب وأعجب بسارة وكذلك سارة وجدت فيه الصفات التي
كانت تتمناها في الشخص الذي تود الإرتباط به
كان صهيب في السنة الأخيرة من كلية الآداب
وجاء أهل صهيب وأعجبوا بسارة
وسأل محمد صهيب
محمد : طيب يا صهيب إنت ليك مصدر رزق هتفتح بيه البيت لأنك لسة في
آخر سنة في الكلية
وإنت بتقول عايز تتجوز الشهر الجاي
والد صهيب : أيوة يابني انا هتكفل بكل حاجة مصاريفة وكل حاجة
وبعدين البيت بيت سارة وكل حاجة تعتبرها بتاعتها
_كان والد صهيب غني جدااا كان يمتلك أراضي وعمارات كثيرة _
محمد : ربنا يبارك فيك يا حاج ويعطيك طولة العمر
والد صهيب : إنت عارف يا محمد أختك دي بندور عليها من 3 سنين في ناس
قالولنا عليها وبندور عليها فعلا نسأل الناس علي إسمكم يقولولنا في تغيير في
إسم والدكم أو إسم العيلة بس سبحان الله علي قدر ربنا إنها تدرس لإيمان
وعبير
محمد : ياااااااااه سبحان الله علي الرزق
برده الرزق قعد 3 سنين منتظرها يا رحمتك يارب
تعجبت سارة من كرم ربنا وتبيره الأمور إن بعد ما كل شئ بقي تمام ووالدتها
وافقت علي النقاب وحبت الإلتزام رزقها يجيلها وتسيب البيت وهية مطمنة
يا سبحان الله علي تدبيره للأمور
وبعد كام شهر تم زفاف سارة
تزوجت سارة وتحملت مسئولية بيتها وبيت والد زوجها لأن أخواته في
الإبتدائي والإعدادي
وكانت تذهب للمدرسة
وهكذا ظلت سارة تتعامل بحب وتفاني في بيت زوجها وبيت والد زوجها
والكل أحبها
بعد سنة من زواجها أنجبت سارة طفلة إسمها شروق ليست شبه أمها فلم تكن
في جمال أمها واستغرب الجميع علي ذلك
ولكن الكل أحبها فكانت الحفيدة الأولي لهم
وعاشت سارة مع زوجها
وكان صهيب يشعر أن سارة ملاك لم يقابل من قبلها أحد
ولكن لابد من الإبتلاء
كان لأم صهيب بنت أخت ليست متدينة تحبها جدا وعندما بحثوا عن سارة
ولم ي
ها قررت أن تزوجه إياها ولم تكن تعرف أنها خُطبت
فلم يتزوج صهيب بنت خالته وكل ذلك وهو لم يعرف تدبير أمه له
بعد زواج سارة بسنتين تتغيرت والدة صهيب علي سارة تغير فظيع لأن إبنة
أختها فسخت الخطوبة وتريد أن تزوجه بها
لم تعلم سارة في البداية حقيقة الأمر
لماذا كل هذا التغير ولماذا هذه المعاملة القاسية عندما تعود سارة من المدرسة
تظل تلقي لها بالكلام الجارح بدون سبب وعلي أي شئ تنهرها وكأنها ارتكبت
جريمة وعندما يأتي وقت الأكل تبتكر أي مشكلة فتقوم سارة والدموع في
عينيها بدون أن تأكل
ولم يكن مع سارة مال
_قررت أم صهيب أن تأخذ راتب سارة مدامت تعيش معهم وتأكل وتشرب
معهم لذلك سارة ليس لديها ما تستطيع أن تشتري به ما يكفي حاجتها من
الأكل_
لذلك كانت سارة تعيش علي وجبة واحدة في اليوم
ولم تخبر سارة صهيب عن ذلك
ولكن زادت الألآم علي سارة
وفي يوم كانت سارة في السيارة ذاهبة للمدرسة
وكان السائق مشغل خطبة
وعندما جلست سارة في العربية
إذا بها تجد الشيخ يقول
دعني أسألك سؤالاً ولا تجاوب ولكن مرر المعنى على قلبك..
هل معنى قبول الطاعات دائما يُترجم بإستجابة الدعوات و سعادة الدنيا ؟؟؟
انت تدرك تماما وليس لمثلي أن يذكركِ بأن الدنيا دار بلاء!!! دار نكد!! فهل
تحلم أن تصفو لك يوماً؟؟
حتى وإن تغيرت الأحوال و حصل لك ما تتمنى...هل تتخيل أن تصفو
الدنيا...و رسول الله هو القائل :
"أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل"
حديث صحيح
فمن باب أولى إن كانت الدنيا تصفو لأحد أن تصفو لأنبياء الله..لهؤلاء المصطفين الأخيار...أليس كذلك!!
وماذا لو صفت الدنيا لنا و كانت دار سعادة و هناء...
فلماذا إذن سنتمنى الجنة؟؟؟
لماذا سنعمل ونجتهد لنصل لأعلى درجات الجنة؟؟
فنحن هنا في الدنيا في نعيم و هناء فلماذا نتعب لنصل لشيء لا ندركه ولا
نعلم هل سيكون أفضل من الهناء الذى نحن فيه أم لا؟؟؟
و سيكون لسان حالنا لا داعي لمزيد الجهد فنحن في خير نعمة
هل توقن أن الله رحيـــم؟؟؟
فمن سيرحمك غيره...ألا تفر إليه؟؟؟
هل توقن أن الله ودود, يتودد لعباده وهو الغني عنهم سبحانه
فمن سيودك غيره... ألا تفر إليه؟؟؟
سبحان الله ...طوبي لأشد الناس بلاءاً...أنا أغبطهم ليقيني أنهم اعلى مني إيمانا...
"أشد الناس بلاء الأنبياء ، ثم الأمثل فالأمثل ، يبتلى الرجل على حسب دينه ، فإن كان في دينه صلبا ، اشتد بلاؤه ، وإن كان في دينه رقة ابتلي على قدر دينه ، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة "
صححه الألباني
فأنا اعلم من نفسي ضعفاً لا تصبر على بلاء فلذلك من رحمة الله بي ألا يشدد
عليّ فوق ما أطيق...و كذلك رحمته بالخلق أجمعين..
تأمل دعاء النبي _صلى الله عليه و سلم _ هذا :
" اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك, و أعوذ بمعافاتك من عقوبتك, و أعوذ
بك منك لا أحصى ثناءاً عليك, أنت كما أثنيت على نفسك "
(((أعوذ بك منك)))
أريدك أن ترددها في كل حالك اليوم
أعوذ بك منك
أعوذ بك منك
أعوذ بك منك
***ففر إلى الله***
كما يقول مشايخنا الكرام :
لعل ربنا بيبتليك لكي يسمع صوتك بتقول "يـــارب"
يــارب ماليش غيرك
أبات واصحى في خيرك
ما تحوجنيش لغيرك
وكم كانت كلمة "يـــارب" سبباً من الله في تفريج كربــــــــات و محــــــن.
في ناس ما بتقولش يــارب غير بالإبتلاء....أى لابد أن تـُبتلى لكي تدعو الله....لكي تنتظر جوف الليل المظلم في الثلث الأخير وقت التنزل الإلهى لكى تناجي الله و تقول "يـــارب"...فهل بذلك البلاء اصبح نعمة امنقمة؟؟؟
محنة أم منحة؟؟؟
أن البلاء بذلك صـــار العطاء...صار الخير ...صار الفلاح...
للكلام عن البلاء شجون...قال تعالى :
( وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ )
سبحـــان الله ...إنها حل كل الأزمات و الكربات
(وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)
لعل ما تتمناه اليوم...تتمنى أنك لم تحصل عليه في الغد...و تحمد الله أن الله لم يعطيك إياه حينما طلبتيه..
حين تنكشف لك حكمة الله في اللى حصلك .. حين ينكشف لك تدبير الله الحكيم لأمورك
هل عندك ثقة أن الله حكيــم ؟؟
حتى إن لم تعرف حكمة اللى بيحصل .. تأكد أن هناك حكمة و تدبير لطيف خفي من الله .. ولكن لم يأذن الله لعقلك أن يصل إليه
فسئل الله أن يرزقك الفهم عنه
و احسن الظن بربك
و تأمل
(إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ )
خذ القرار اليوم بأن تتوضأ ثم تجلس وحيد في المكان في الظلام أو نور خافت...ارفع يديكِ و اترك العنان للسانك المكبل بأن ينطلق...
سابعًا: ثِق بحدوث الفرج من الله سبحانه وتعالى .. إذا رأيت أمرًا لا تستطيع غيره، فاصبر وانتظر الفرج .. قال تعالى{فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}[الشرح: 5,6].
ثامنًا: استعن بالله والجأ إليه واطلب منه المعونة ..واسأله أن يُلهمك الصبر والرضـــا بقضائه؛ كي يهون عليك البلاء وتنجح في الامتحــان الذي يورثك الجنة إن شاء الله تعالى ..
فلابد من التوكل والاستعانة، كي تنال الصبر ..قال الله تعالى{وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ ..} [النحل: 127].
تاسعًا: إنما الصبر عند الصدمة الأولى .. عن أنس قال: مر النبي بامرأة تبكي عند قبر، فقال "اتقي الله واصبري"، قالت: إليك عني، فأنك لم تصب بمصيبتي، ولمتعرفه فقيل لها إنه النبي . فأتت باب النبي فلم تجد عنده بوابين، فقالت: لم أعرفك. فقال "إنما الصبر عند الصدمة الأولى"[متفق عليه].
عاشرًا: ترك التشكي .. فينبغي أن تحفظ لسانك عن الشكوى لأي أحد، سوى الله عزَّ وجلَّ ..
بُث شكواك إلى مولاك، كما فعل نبي الله يعقوب عليه السلام عندما قال {قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ ..}[يوسف: 86] ..
وكان ميمون بن مهران يقول "إِنَّ النَّاسَ يُعَيِّرُوْنَ وَلاَ يَغْفِرُوْنَ، وَالله يَغْفِرُ وَلاَ يُعَيِّرُ" [سير أعلام النبلاء (9:81)].
لمَنْ تشكو يــــا عبد الله؟! .. هل تشكو الـخـــالق للمخلــوق ؟؟!
رأى بعضهم رجلاً يشكو إلى آخر فاقة وضرورة، فقال : يا هذا! تشكو من يرحمك إلى من لا يرحمك؟! .. ثم أنشد :
وإِذا أَتَتْكَ مصيبة فاصبر لها ... صبر الكريم فإِنه بك أَرحم
وإِذا شكوت إِلى ابن آدم إِنما ... تشكو الرحيم إِلى الذى لا يرحم
[مدارج السالكين (2:161)]
الحادي عشر: إيـــــاك والغضب عند البــــلاء .. فإن الغضب ينافي الصبر، قال تعالى {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ}[القلم: 48]
الثاني عشر: لا تستعجل .. فوِّض أمرك إلى الله وخذ بالأسباب، ولا تستعجل فكلٌ يأتي بقدر ..
عن خباب بن الأرت قال: شكونا إلى النبي وهو متوسد بردة في ظل الكعبة وقد لقينا من المشركين شدة، فقلنا: ألا تدعو الله؟، فقعد وهو محمر وجهه وقال"كان الرجل فيمن كان قبلكم يُحفر له في الأرض فيجعل فيه، فيجاء بمنشار فيوضع فوق رأسه فيشق باثنين فما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون"[رواه البخاري].
الثالث عشر: لا تيأس وتستسلم لتثبيط الشيطان .. لا تيأس مهما كانت شدة البـــلاء، فإنه دائمًا يبدأ كبيرًا ثمَّ يتلاشى .. وقد قال الله تعالى {.. وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ}[الحجر: 56].
الرابع عشر: التأمل في قصص الصابرين .. فأي بلاء قد تتعرض له، فقد تعرض النبي لمحن وابتلاءات أشد منه .. وكان خير الصابرين والشاكرين والحامدين .. فتأمل في صبره وصبر الصالحين من قبله وبعده .
يقول ابن القيم في الفوائد "يا مخنث العزم أين أنت والطريق؟! .. طريق تعب فيه آدم، وناح لأجله نوح، ورُمِيَ في النار الخليل، وأضجع للذبح إسماعيل، وبيعَ يوسف بثمن بخس، ولبث في السجن بضع سنين، ونُشِرَ بالمنشار زكريا، وذُبِحَ السيد الحصور يحيى، وقاسى الضر أيوب، وزاد على المقدار بكاء داوود، وسار مع الوحش عيسى، وعالج الفقر وأنواع الأذى محمد .. وتزهى أنت باللهو واللعب؟!"[الفوائد (1:42)].
مسك الختـــام، قول الله تعالى تسليةً لكل مُبتلى {.. لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ..}[النور: 11]
وقوله عزَّ وجلَّ {.. وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}[البقرة: 216]
جعلنا الله وإيـــاكم من عبـــاده الصابريـــن،،
بكت سارة وظلت سارة تردد
يارب صبرني وأعني ده انا مليش غيرك
دايما بتبقي معايا في كل محنة وتخرجني منها
****
يا تري سارة هيحصل معاها إيه بعد كده وياتري والدة صهيب هتسكت ولا هتصر علي بنت أختها
ده اللي هنعرفه الحلقة القادمة بإذن الله